الموقع السادس للسعودية على لائحة التراث العالمي: منطقة حمى الثقافية
عند الحدود الغربية للربع الخالي على بعد 80 كم شمالاً من مدينة نجران تقع منطقة حمى الثقافية التي تم إضافتها مؤخراً الى لائحة اليونسكو للتراث العالمي – وهي لائحة تحصر بعض أهم المواقع عالمياً من الحضارات المختلفة حول العالم – وتكون بذلك الموقع السادس للسعودية على اللائحة.
كانت هذه النقطة في الصحراء التي تعود الى عصور ما قبل التاريخ، مركز لمسار قوافل البخور التي ربطت بين بلاد الشام، مصر، روما، اليونان، اليمن، وبلاد ما بين النهرين – وكانت ذروتها كمركز للتجارة بين الأعوام 800 قبل العصر الحديث و600 من العصر الحديث. كما تمتلئ المنطقة بالكنوز الأثرية على شكل تكويناتها الطبيعية، مبانيها الحجرية، مقابرها، والآبار التي لم يتم التنقيب عنها بعد.
في موقع بئر حمى بين الجبال والكهوف تجد سبعة آبار يصل تاريخها الى على الأقل 3000 سنة؛ كانت مراكز التجمعات الآدمية عبر مسارات قوافل البخور ومازالت تنتج المياه العذبة حتى اليوم.
أحد أكبر مميزات المنطقة هو الفن الصخري الذي حفره التجار والمسافرين والجنود أثناء عبورهم من المنطقة على مدى آلاف السنين؛ وتوضح النقوش أشكال آدمية في صورة نساء بضفائر، رموز علية، جنود في مشاهد حربية وفرسان مسلحين بالرماح، السيوف المعقوفة، الأقواس والسهام، السيوف، والخناجر راكبين أحصنة مزينة يعتقد بأنها من السلالة العربية.
تصور النقوش الصخرية الأخرى بعض الحيوانات مثل الغنم، النعام، الإبل، الوعل، الزرافات، الخيول والثعابين؛ وتتشابه بعض هذه النقوش بتلك التي يعثر عليها في اللوحات المصرية. كما تم العثور على نقوش نصية حول المنطقة في عدة لغات منها الآرامية-النبطية، العربية، الثمودية، واليونانية بالإضافة الى الخط العربي الجنوبي القديم مسند.
حفرت هذه النقوش باستخدام أدوات خاصة تسمى الحصوية وكانت مصنوعة من الكوارتزيت، الصوان والأنديسايت التي عثر على بقايا منها حول المنطقة. كما يعتقد أن اللوحات تم نقشها بمعدن البرونز.
يقول الباحث صالح المريح من الهيئة السعودية للسياحة والتراث الوطني (SCTNH)، "تم إقامة العديد من المسوحات الميدانية وبذل جهود لحماية المنطقة. ولحسن الحظ، لا توجد أي انتهاكات أو مشاكل أخرى قد تهدد هذه الآثار، بالإضافة أن سكان المنطقة واعون للغاية بالأمور المتعلقة بحماية هذه المواقع وبالتالي حماية الآثار التاريخية الهامة بها."
هي تجربة سياحية ساحرة، فتقارن حمى بمتحف حيث الأعمال الفنية محفورة في الطبيعة. استمتع برحلتك الى هذا الموقع التاريخي مع سنا للسياحة، فنضمن لك رحلة مصممة بخبرة حتى لا يفوتك أي من السحر! اتصل بنا الآن للبدأ.