الصحراء العربية، حيث تلتقي الحضارات: رحلة سريعة في تاريخها

شبه الجزيرة العربية هي جزء من غرب آسيا يضم سبعة دول حديثة ومنهم السعودية. هي موقع الصحراء العربية، ثاني أضخم صحراء وأحد أكثر المواقع ذات التاريخ العريق في العالم يرجع عمر الحضارات بها الى آلاف السنين. تقع معظم الصحراء العربية داخل حدود المملكة لكن تصل مساحاتها الى الأردن، البحرين، اليمن، العراق والإمارات المتحدة. بموقعها الاستراتيجي في منتصف الحضارات القديمة في أفريقيا، آسيا وأوروبا؛ عملت الصحراء كجسر يربط بين الشرق والغرب.

 

منذ بداية الألفية الأولى من العصر الحديث، كان كل جزء من الصحراء منشأ العديد من الممالك – الكثير منها تواجد في حوالي نفس الفترة الزمنية وسماها الإغريق القدماء "أرابيا فيليكس" بمعنى الصحراء العربية المباركة. ومن هذه الممالك: المعين، سبأ، حضرموت، أوسان وغيرهم حول الجزء الجنوبي. النباتين، دادان وتيما في الشمال والشمال الغربي. ثاج، مجان وجرهان في الشرق، وفي مركز الصحراء كانت حضارة المقر وقرية الفاو.

 

من الرائع التفكير في مدى الثروة التاريخية لكل مملكة مع شخصياتها الملحوظة، خطوط تجارتها، علاقاتها الخارجية، فنها المميز وآثارها؛ التي يوجد الكثير منها اليوم في المتاحف الكبرى مثل متحف إثراء في الظهران، لتحفظ قصص وتاريخ كل منها. في مدينة العلا الواقعة شمال غرب المملكة، وجدت دلائل أثرية للحضارات القديمة مثل دادان، ثمود والنباتين يرجع عمرها حتى 10,000 عام. وتتشارك بعض اللوحات الجدارية والمحفورات التي عثر عليها حول المملكة في بعض السمات مع تلك التي وجدت في مصر، بلاد الشام، بلاد ما بين النهرين وبلاد البحر الأبيض المتوسط، فتستعرض تأثير تواصل هذه الحضارات المختلفة ببعضها عن طريق التجارة عبر آلاف السنين.

 

أما بالنسبة للحياة النباتية والحيوانية، فمناخ الصحراء القاسي يسمح لأنواع معينة من النباتات أن تنمو: النباتات الجافة وهي التي تعيش على نسبة قليلة من الماء؛ والنباتات الملحية وهي التي تقدر على استحمال الملح. تنمو النباتات في الصحراء بشكل متناثر وتتفتح البذور المزروعة بسرعة فور تساقط الأمطار في فصل الربيع.

 

وبرغم كونها الآن قاحلة، كانت الصحراء العربية يوماً ما خصبة وتملأها المساحات الخضراء وبرك المياه العذبة. ولكن، من حوالي 5,000 عام كان الرعي الجائر للخيول العربية الناشئة من هذا الإقليم - بالإضافة الى أسباب أخرى – أدت الى ظهور مساحات قاحلة من الصحراء لم تعد الأحصنة قادرة على المعيشة بها. ولكن سكان المنطقة كانوا واسعي الحيلة، فاستطاعوا بنجاح تدجين الجمال التي استطاعت أن تتحمل مناخ الصحراء وسمحت للرحالة وتجار البدو من عبور مسافات طويلة في أجواء حارة وجافة؛ مما أدى الى ازدهار التجارة عبر الصحراء.

 

اغتنم الفرصة لتتعرف أكثر على التاريخ الغني للصحراء العربية وشاهد جمالها بنفسك مع سنا للسياحة، جهتك المتكاملة لكل ما يعني بالسياحة في المملكة. انقر هنا لتتواصل معنا!


اكتب تعليقًا

التعليقات سيتم الموافقه عليها قبل قبولها واظهارها