الكنوز البركانية للإقليم الغربي بالسعودية
على ساحل البحر الأحمر في الإقليم الغربي من المملكة، يوجد 13 من حقول الحمم البازلتية والتي تعرف بـ "حرات". خامدة منذ رمن طويل ويعتقد أن بعضها منقرض، تركت أنشطة هذه البراكين في العصور التاريخية غطاء من الصخور السوداء على منحدرات خيالية الجمال.
قناة يوتيوب أريك أند آش المهتمة بالسياحة في رحلتهم الى حرة لنير – والتي تعني "حقل الحمم البركانية على القمر" – وصفوا المكان بتلال متموجة من صخور الحمم السوداء التي تفتت مع مرور الوقت الى حصى وحبيبات رمل صغيرة تمتد على مدى البصر؛ وأن المناظر الطبيعية تعطي إحساس بالتنزه على سطح القمر.
أكبر حقل بركاني في السعودية هي حرة رهاط التي تغطي مساحة من 20,000 كم مربع وتمتد 300 كم الى الجنوب من المدينة المنورة. يسجل آخر انفجار بالحرة في عام 1256 من العصر الحديث، وشكل تدفق الحمم المصاحبة له العديد من الأنفاق والكهوف عبر المنطقة. تم تسجيلها كأول منتزه جيولوجي للمملكة وكمتحف بركاني مفتوح من قبل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني (SCTH) بهدف تشجيع السياحة الجيولوجية وتنويع السياحة الوطنية.
من المناطق البركانية الأكثر إثارة للإعجاب هي البراكين السوداء والبيضاء في حرة خيبر، حيث تأخذ البراكين البيضاء لونها الكريمي من رماد الكومنديت الذي يغطي سطحها، وهو من بقايا الحمم الفلزية الغنية بالسيليكا التي أطلقت في الانفجار. ومثال رائع لهذه البراكين هو جبل أبيض الذي لقب بأعلى بركان في السعودية حيث يبلغ ارتفاعه 2,093 متر أو حوالي 6,800 قدم. يتجه السياح الى هذا المكان جاهزين بالمعدات اللازمة لتحدي تضاريسه الوعرة وليكافئوا بالمناظر خاطفة الأنفاس من القمم والحمم البركانية البيضاء والسوداء المحيطة بجبل الأبيض.
في كتاب Geoheritage of Volcanic Harrats in Saudi Arabia أو جيولوجية الحرات البركانية في السعودية، يوضح الباحثين الدكتور محمد رشاد مفتي، عميد كلية علوم الأرض وبروفيسور بقسم جيولوجيا الثروة المعدنية والصخور في جامعة الملك عبد العزيز والدكتور كارولي نيميث بروفيسور الجيولوجيا في جامعة ماسي أهمية المناطق الجيولوجية البركانية في السعودية وتشابه العديد منها في بعض سماته بمناطق بركانية محمية مثل تلك المتواجدة في ولايتي هاواي وأريزونا في الولايات المتحدة، واليابان وكوريا الجنوبية – كما يحصرون الأنواع المختلفة من التكوينات البركانية المحلية مع ملاحظة ان المملكة توفر ثروتها البركانية في حالة محفوظة بشكل رائع برغم عمرها. يؤيد المؤلفين أيضاً تطوير المنتزهات الجيولوجية ليتم ادراجها في البرامج التعليمية بهدف الإعراب عن قيمة الجيولوجية البركانية للمملكة الى الزوار بكل أنواعهم.
توفر المواقع البركانية أفضل الفرص للاستكشاف في الطبيعة – من التنزه والتخييم، الى مراقبة غروب الشمس فوق المناظر الجديرة بالتصوير. سترى أروع ما يقدمه الإقليم الغربي للمملكة مع سنا للسياحة؛ فدع خبرائنا ليقوموا بترتيب رحلتك بأكملها من الألف الى الياء. انقر هنا لتتواصل معنا!